تواضعوا لله فرفعهم الله
قال رجل لابن عمر:
يا خير الناس،
فقال:
ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عباد الله، أرجو الله، وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه .
وكتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إليّ بالعلم كله. فكتب إليه:
إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس،
خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازماً لأمر جماعتهم، فافعل
.
عن عبدالله بن دينار، قال:
خرجت مع ابن عمر إلى مكة، فانحدر علينا راع من جبل، فقال له ابن عمر:
أراعٍ؟
قال: نعم،
قال: بعني شاة من الغنم.
قال: إني مملوك،
قال: قل لسيدك: أكلها الذئب –يريد أن يختبر أمانته-.
قال: فأين الله عز وجل؟
قال ابن عمر: فأين الله!
ثم بكى، ثم اشتراه فأعتقه.
عن عوف بن الحارث:
سمعت عائشة تقول:
دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت:
قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك.
فقلت:
غفر الله لك ذلك كله وحلّلك من ذلك، فقالت:
سررتني سرّك الله،
وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك .
عن سعد بن الحسن قال:
كان عبدالرحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده، من تواضعه.
قال الحسن :
من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه .
قال سهل :
من اشتغل بالفضول حُرِم الورع .
قال معروف :
كلام العبد فيما لا يعنيه، خذلان من الله عز وجل .
قال يحيى بن معاذ:
القلوب كالقدور تغلي بما فيها، والسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين
يتكلم، فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه، حلو .. حامض .. عذب .. أجاج ..
وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه .
لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا ابنه فقال:
يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود إني أوصيك بخمس خصال فاحفظهن عني :
أظهر اليأس للناس، فإن ذلك غنى فاضل، ودع مطلب الحاجات إلى الناس فإن ذلك
فقر حاضر، ودع ما تعتذر منه من الأمور ولا تعمل به، وإن استطعت ألا يأتي
عليك يوم إلا وأنت خير منك بالأمس فافعل، وإذا صليت صلاة فصل صلاة مودع
كأنك لا تصلي بعدها.
منقول للعلم والامانة