صديقي ، لآ تكُن زنديقي
صديقي ، واشهدُ للرّبِ بأني صادقٌ مَعْ صديقي
ساخاطبُكَ بقبحٍ .. كـ كُلّ مّرة امازحك فيهــا ،
ولكن الآن ، بغير مُزاح ..
صديقي ، لآ تخف من ذلك الظّن الذي قبل أن يخلد في عقلكْ جفّ منهُ ريقي ،
فمن يأتي إليكْ و يحكي .. عن حسدٍ عَن غدر عَن أمرٍ مُبكي ..
فإعلم بأنّك عندما أعطيت ظهرك له ومشيتَ عنهُ بعيداً ..
قد قال عنكَ ما هو غيرُ حقيقي "
صديقي ، إن كُنتَ صديقي إذهبْ للحكمة دوماً ، لآ تتسرَع ..
احرِقْ سوء الظّن بجُمــلَة ،
الله حسبي فارجَ همّي و مؤنس ُ ضيقي "
اللهُ يا صديقي ، إن كُنتَ تدّعي الصدق ، اصدُقنْي ..
إن الحديثَ بغيب ، نميمة حُرّم على فاعلهــا الامان ،
وإن الطريد في نظري ليسَ رفيقي "
صديقي ، أو رفيقي .. كُن رشيداً كُن صبوراً كُن كريماً ..
حآول على الاقّل قد أستفيد منكَ ولو يوماً واحداً ،
تُساعدني على أَن اكملَ طريقي "
صديقي لآ تكُن كـ الشجرة التي تسّد الدروب ،
كـ أرصفة الموانئ العتيقة الكُلّ يهجرُها ،
يآ فتى لآ تكُن شفرةَ قطع كـآلابرة لآ اتوقّع رؤيتهــا ،
لا استطيعُ مضغهـا ، لآ تكُن زنديقي "
صديقي ، أو رفيقي ، أو شقيقي ..
اُعاتبكَ لأنّي لآ اكتُم ، ولا اكتُم لأني لا احبُ رؤية الضباب في الظلام
وانا استعّد للمشي .. لأني أستغرقُ وقتاً طويلاً ابحثُ عَن آثـارِ التائه " صديقي "